
الجزيرة العربية، عرفت قبل الاسلام، وبعد بزرغ فجره في مكة ثم المدينة، بدأ الاسلام ينتشر في كافة انحاءها،
وقبل ان تاتي وفود القبائل الى المدينة لمبايعة الرسول الكريم صل الله عليه وسلم،
كان هناك في حجر اليمامة ثمامة بن اثال رضى الله عنه، وهو امير بني حنيفة واحد اشراف بكر بن وائل وسيداً من سادتهم،
خرج من اليمامة قاصداً مكة معتمراً قبل اسلامه، فاسره المسلمون وتم ربطه في سارية المسجد بالمدينة، وبعد ان امر الرسول عليه الصلاة والسلام بفك اسره ،
ذهب واغتسل واعلن اسلامه ثم ذهب الى مكة معتمراً،
فكان اول معتمر في الاسلام واول من دخل مكة ملبياً، واول من فرض الحصار الاقتصادي في الاسلام نصرة للرسول عليه الصلاة والسلام،
وكان رضى الله عنه هو الاصل في تاريخ وصل للعصر الحديث.
وفي عهد الخلفاء الراشدين عاشت الجزيرة العربية حياة الجهاد ونشر الاسلام في كل مكان،
واستمر ذلك في عهد الدولة الاموية،
لكن ذلك لم يستمر طويلاً في الدولة العباسية بعد الخليفة هارون الرشيد، حيث تم ابعاد ابناء الجزيرة العربية عن مراكز القيادة وعن المشاركة في الحروب والجهاد واهملت الدولة العباسية جزيزة العرب،
ثم زاد الطين بلة مع الاحتلال العثماني الذي حكم كافة البلاد التي احتلها ومنها الجزيزة العربية بالحديد والنار، واهمل العلم والامن،
واصبحت الجزيرة العربية منقسمة الى عدة امارات مختلفة،
وفي عام850 هجري الموافق1447م قام مانع المريدي بتاسيس مدينة الدرعية بعد ان نزح اليها وعمرها واطلق عليها هذا الاسم،
وهو الجد الثالث عشر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه،
وفي عام1139الموافق1727م قام الامام محمد بن سعود بتاسيس الدولة السعودية الاولى، التي امتدت بعد ذلك الى معظم انحاء الجزيرة العربية وارست قواعد العدل والمساواة،
وزرعت الامن والاستقرار خاصة مابين الحرمين الشريفين المسجد الحرام في مكة المكرمة والمسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة،
وبعد الامام محمدبن سعود جاء ابنه الامام عبدالعزيز بن محمد ثم الامام سعودبن عبدالعزيز والامام عبدالله بن سعود رحمهم الله جميعا،
ثم قام الامام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود بانشاء الدولة السعودية الثانية عام1240الموافق 1824م وخلفه من بعده الامام فيصل بن تركي(جد الملك المؤسس عبدالعزيز) الذي اسس الدولة السعودية الثالثة بدءاً من عام1319 الموافق1902م،
وقد احتفلت المملكة العربية السعودية بمناسبة مرور100عام على هذا وذلك في عام1419،
هذا وقد تمكن الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود طيب الله ثراه من توحيد الجزيرة العربية، ثم تم اطلاق المملكة العربية السعودية على هذا الكيان في عام1351 الموافق1932م، وتم الاحتفال في يوم23سبتمبر من كل عام باليوم الوطني للمملكة العربية السعودية،
وفي هذا العام وبناءاً على امر ملكي كريم من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه، بالاحتفال سنوياً في الثاني والعشرين من فبراير بيوم التاسيس،
الذي يصادف تاسيس الدولة السعودية الاولى في عام1727م،
لنقترب من ثلاثة قرون على تاسيس هذه الدولة المباركة التي واجهت التحديات منذ انشاءها الى يومنا هذا وزاد مختلف كل التحديات القوة وتكاتف من بين شعبها وحكامها،
وهاهي مستمرة في تقديم رسالتها الخالدة مع البناء والعلم والقوة والمنعة بحمدالله وتوفيقه الدائمين تحت الراية الخضراء التي تحمل شهادة التوحيد لااله الا الله محمد رسول الله،
مع رمز التاريخ والقوة والجهاد والتراث الخالد،السيف،
مع شعار يحمل السيفين رمزاً للعدل والنخلة رمزاً للرخاء،
معلنة بانه لايتحقق الرخاء الا باقامة العدل،
بالحكم بكتاب الله عزوجل وسنة رسوله صل الله عليه وسلم،
وحيث اننا نعيش حالياً مع الرؤية المباركة التي اطلقها سمو ولي العهد الامير محمد بن سلمان حفظه الله ورعاه،
والتي تحقق منها الكثير ومستمرة في تحقيق الاكثر لتصبح بلادنا رمزاً خالداً في تطور مستمر،
مع الاحتفاظ باصالتها وتراثها وتاريخها،
الذي تمت كتابته من نور،
فإننا مع الاحتفال بيوم التاسيس،
فإن التاريخ هنا يتكلم منذ ذلك اليوم الى يومنا هذا بكافة هذه الامجاد الخالدة.
بقلم الإعلامي: أيمن عبدالله زاهد